الخميس، 22 مايو 2008

استير النشيد



أستـيـر النـشيــد

لم أتزين عند دخـولى للملك، لم تكـمل أيـام تعطرى بل لم اتطيـب على الاطلاق.
اجتذبنى أنـين المرسَـل الى قـلب الملك, فدخـلت مسـرعـة بثيـابى الرثـة و رائحـة العـالم العـالقـة بـى.

قـام الملك مسـرعاً عن كرسيـه، مشيـراً لـى بقضـيب قبـولٍ، على وجـهه ارتسمت نظـرات اعجــابٍ... قلت فى نفسي ويحى لــو اقتــرب منـى...

مـددت يـدى نحـو القضيـب فاذا بـه يجـذبنـى الى قـلب الملـك . ادرت وجـهى فـى خـزى محـاولة اخـفـاء وجـهى المتسـخ . لم يدعنـى المـلك أذهب بعيـداً عن عينيـه، تعـلق بى، مـد يده نحـو وجهـى و رفعـه لأواجـه عينيـه... تلك الوديعتـان المغسـولتان بطعـام الحيــاة....

طبـع المـلك قبـلة على وجـهى الخجـل... قبـلة حيـاةٍ.... قبـلةََََ ًًً نقلـت لى شحنــات حبٍ ، طـاقـاتٍ من أحـاسيـسٍ ملـؤها الروعـة و الجمـال. يا لـهـا من قبـلة أغـوار حـبٍ فيـاضٍ نـابـعُ منـها نهـرٌ تيـاراته جمـال متـدفـقٍ، غسـلٍ مطـهرٍ. دوامـاته افـراح تدغـدغ الحـواس .... نـهـرٌ خـريـره لـذات و أشـواق نـقيـة.. نـهرٌ ازرقَ عـاكس للـون الصفـاء... عـذبٌ من أحشـاء امتـلأت مشتـهيـاتٍ... لطيـفَ تنصـاع أمـامـه صخـور القـلب فتـذوب و تجـرى مع تيـاره الحـانـى.. ذاك نـهـر قبــلة الملـك....

نظرت الى الملـك بعد ان افاضت عيناى لآلىء من روافـد نهره، فرأيت مشهداً فى عينيه: رأيت ملكة ً ترقــص فى بـلاط ملكـى تلـف و تــدور فى نشــوةٍ بثيـابهـا البيـض اللامعة...رشيـقة، سعيـدة ، جميــلة ، مضيئـة ليست بـها عيبــة. رأيتـها طـاهرة كشـمس ، قويــة بمهــابة، تفــوح منــها روائـح الشجـر و ثمــاره... عـذارى تجرى فى اثـرهـا... فسبــحت للعمـق مقتــربـة من وجــه الملكــة لأتطلع اليــه فاذا بى أرانــى!! همس الملك فى قلبى قائلا انه انتى يا هـداسة شجـرة ريـاحيــنى ألا تعـلميـن يا صهيـون جمـالى ان عـرس فـرحـك هو ما تـراه عينـاي كلمـا نظـرت اليـكِ؟

آه! أخذ عقـلى خـمـر حب الملك! لف رأسـي نـاردين قلبـه! أسر عقلى حصن أشواقه!
مـا حبيـبى من حبيـب! مـا حبيـبى من حبيـب رئيـس حبـى ، ملـك عقـلى، حاكم امارة فرحى!

يا ليت خاتمه يطبع حسنه على صفحاتى! يا ليته يسكٌُنى عملته وجهها دفئوه و ظهرها سلامه، يا ليتنى قلادة على عنقه فلا أفـارقه حتى فى حجـاله

يا ليتنـى قارورة أدهـانه فأعطر شعره المسترسل ، ياليتـنى طعامـه الشهـى فاجـرى فرحـة نحـو حلقـه لأُسـره .... بل انت كل هذا يا عروس نشيـدى يا جنتى ، يا غرس فردوسي ، هلما التصقى بى فنصير روحاً واحــداً..... عندئذ تسألين فاعطيكى الأمم ميراثك و أقاصى الأرض ملكا لك...

اعطنى نفسي بسؤالى و تعالى الى بيت أمى حيث وليمتى ليأتى حبيبى الى جنتته و يأكل ثمره النفيس ....



تريز جبران